تلميذات غزه:صباح الخير.........هل مازلت على قيد الحياه

كيف يمكن لعقول الأطفال الصغار أن تتعاطى مع مدارس فتحت أبوابها، أو ربما لم يتبق لكثير منها أبواب، بعد محرقة كالتي شهدها قطاع غزة طيلة ثلاثة أسابيع؟ ليس هذا السؤال مهماً عندما يوجهه شخص لآخر وكلاهما بعيدان عن اللهب. فلنترك الأسئلة لأصحابها ممن بقوا على قيد الحياة. كان السؤال الذي وجهته الفتيات الصغيرات لبعضهن بعضاً أثناء الوقوف في طابور الصباح بعد الفجر في فناء مدرسة الشاطئ الإعدادية “صباح الخير.. هل مازلت على قيد الحياة؟” ويبدأ اليوم الدراسي في غزة في وقت مبكر لأنه لا توجد مساحات كافية في حجرات الدراسة تكفي جميع التلاميذ ولذلك تعمل المدارس دورتين يوميا. وكانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها التلاميذ بمدرسيهم منذ أن بدأت حمم المحرقة “الإسرائيلية” تسقط على غزة يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.


ووفقا لموقع غزة على الانترنت ولد 3500 طفل فلسطيني أثناء الحرب التي استمرت 22 يوما. وقالت فتاة في حصة معلمة اللغة الإنجليزية نهى عبد العاطي فيما أومأت زميلاتها بالموافقة، ““إسرائيل” تكره الفلسطينيين وتكره العرب وتكره المسلمين وتكره الإسلام”.



في حجرات الدراسة في مدرسة الشاطئ الإعدادية يبدو أية مساع لصنع سلام مع صناع المحرقة أصبحت أكثر صعوبة الآن. وعندما سئلت الفتيات إن كان وقف إطلاق النار الحالي يمكن ان يستمر قال معظمهن إنهن لا يعتقدن ذلك. وعندما سئلن هل يمكن ان يكون هناك سلام مع “إسرائيل” في يوم من الأيام أجابت معظم الفتيات بالنفي. ولم تقل أي فتاة انه ممكن. وبدا أن الفتيات شعرن بالسعادة لعودتهن للمدرسة معا وان كانت الروايات المتبادلة فيما بينهن روايات حزينة عن استشهاد أبناء العم أو الخال أو إصابة جيران أو النجاة بصعوبة بالغة وقضاء أيام من دون كهرباء أو ماء والبقاء في منازل الأقارب.



وقالت تلميذة “في احلامي أرى دماء”. وأضافت “منزلنا هدم”. وقالت أخرى “تمكنت من إنقاذ ملابسي وحقيبة المدرسة”. وعندما سئلن لماذا يبتسمن قالت الفتيات إنهن يشعرن بسعادة لبقائهن على قيد الحياة وأنهن في أمان ولانه أثناء القصف كن يذهبن للنوم كل ليلة وهن يخشين الا يستيقظن مرة أخرى.



وقالت المدرّسة سوزان مصلح “انهم (في الغرب) يبكون على “الإسرائيليين” إذا فقدوا أظفارا. ولا يهمهم إن كانت رؤوس الفلسطينيين تتفجر”. وقالت فتاة عمرها 15 عاما في حجرة الدراسة التي كانت بها ““إسرائيل” شنت هجومها في وقت الامتحانات لأنها تريد تدمير تعليمنا”. وأضافت “إنها (إسرائيل) لا تريد قتل حماس، إنها تريد قتل كل الفلسطينيين ومقاومتهم”. وقالت تلميذة أخرى ““إسرائيل” لديها أسبابها. فهناك انتخابات ستجرى. ودماؤنا هي الحبر الذي سيستخدم في أوراق التصويت”. وقالت فتاة بثقة قاطعة “فرص السلام صفر. السلام غير ممكن”. وقالت فتاة انه يجب أن تكون هناك “حرب مع “إسرائيل” بقية ايامنا” حتى يتم استعادة كل فلسطين من اليهود. وقالت نهى عبد العاطي “تذكر ان هؤلاء تلميذات صغار أصبن بصدمة”. (رويترز)

جريده الخليج 25_1_2009